الأربعاء، نوفمبر 24، 2010

0 أعظم تربية


أعظم تربية أن نربي أنفسنا على الخوف من الله والإخلاص له في كل أمورنا وأن نستشعر ذلك حقيقة الاستشعار


قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم
(من استطاع أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل )
صححة الألباني
وعمل الخفاء لا يستطيعه المنافقون ولا المراؤون
فكن ممن اصطفاهم الله  ووفقهم لمثل هذه الأعمال العظيمة
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:
" اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".


في لحظة صفاء
                .
                .
                .

أسأل نفسي وأسألك بالله ونحن أعلم بنيّاتنا:

كم مرة في حياتك  تركت أي شيء ولو كان بسيطا لأنه يؤدي لغضب الله أو يؤدي لمعصية  لوحدك وليس معك أحد وابتعدت عنه مباشرة.

كم مرة في حياتك فعلت أمر سنة وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لوحدك ولأجله تركت أمر مباح.
 أتذكر في أحد رحلاتنا البريّة وكنا في أحلى أوقات الرحلة ضحك ووناسة ومسابقات وشاهي ومكسرات يحبّها قلبك، فتفاجأت أن أحد الشباب قام عنا ببطء وبمرونة وكأنه يريد أن يذهب لحاجة في البر وابتعد عنا وأنا أتابعه ثم أخرج مصحف صغير من جيبه وبدأ يقرأ فيه وما هي إلا دقائق لا تتجاوز الخمس دقائق ورجع إلينا فقلت له بيني وبينه احنا نسولف ومبسوطين وأنت تقرأ قران ترى الدين يسر (من باب المداعبة) فأجاب إجابة كانت بمثابة صفعة تعليمية لي بأن له ورد يومي ولا يستطيع أن يؤجله لأن هناك برنامج رياضي ثم الطبخ للغدا ثم الغدا ثم برامج أخرى وقد يفوته هذا الورد أو ينشغل عنه، وهذا الرجل زميل عمل ولا أراه إلا من أفضل الموظفين في جوانب عديدة فهذه النوافل بمثابة الدعم الحقيقي للإنسان في الحياة.
فالمسلم الحقيقي من يُعلِم بأقواله وأفعاله ويحافظ على إخلاصه لله عز وجل .


وأسألك بالله أيضاً كم مرة في حياتك رأيت صورة سيئة أو تؤدي إلى التلذذ بها أو إلى محظور أكبر وخاصة في عالمنا النت فقلت 
إني أخاف الله رب العالمين
قلتها بينك وبين نفسك وليس معك أحد وابتعدت عنها مباشرة وندمت عليها وعوضت ذلك بالطاعات.



كم مرة تركت مباح لأجل أن تتفرغ للعبادة فهناك أشخاص والله أعرفهم تركوا الإنشاد ليتفرغوا لحفظ القران وهل فكرت بيوم من الأيام أن تترك مثلاً مشاهدة التلفاز أو الجلسة مع الأصحاب لأجل عمل تعبدي أنت تحبه مثل قراءة القران ، الذكر ،قراءة كتاب عملي أو ديني أو غير ذلك لأن كثيراً للأسف منا يعتقد أن العبادات النوافل لها أوقات خاصة مثلاً يوم الجمعة وآخر ساعة منه أو في رمضان بل العبادة مشروعة في أي وقت ما لم يأتي هناك دليل ثابت على منعها في بعض الأوقات.

وكم مرة في حياتك قمت لصلاة الفجر لوحدك من غير أي منبه فقط اعتمدت على الساعة البيولوجية بداخلك (Biological Clock‏) وجعلت الإخلاص لله وحبه وحب الطاعات يتحكم بها.

وكم مرة قلت أنك تريد أن تتفرغ لله لعبادته ولو ساعات
تقوم الليل
تبكي وتنطرح بين يديه
تناجيه
تدعوه
تسأله
لوحدك وليس معك أحد

فأنا أتحدى أي مسلم وإن كان مقصر وإن بلغ عنان المعاصي والآثام إلا وأن حدث نفسه بأنه على خطأ ولا بد أن يرجع ويتوب إلى الغفار الرحيم لأنه لا ملجأ منه إلا إليه
 (ففروآ إلى الله)
 وأعظم ما نغتنمه في حياتنا التفرغ للعبادة والإخلاص لله عز ولو لأوقات بسيطة وتنوي بأنك لا تعمل هذا العمل الصالح إلا لله ولا يكون ذلك إلا بالسر.
 ففي البداية بأن يختار الإنسان مكان هادئ لا يراه إلا الله ويستشعر بأن الله يراه ولا يفكر بأي أمر آخر ويختار عبادة نفل هو يحبها مثل قراءة القرءان ويستشعر كل حرف وكل كلمة يقرأها وإن كان معه تفسير موجز أو مختصر فذلك أفضل لما يُشكل عليه وقد تذرف عيناه خشية لله عز وجل بشكل لا إرادي .
(إحساس جميل جداً)
أتمنى أن نكون ممن يستشعر هذه اللحظات الربانية الرائعة فهذا هو الإخلاص الحقيقي أو يختار عبادة أخرى كالصلاة أو الذكر أو الصدقة لوحده لا يراه أحد.
وأنا لا أقصد التزمت والتشدد الزائد على النفس بل المؤمن مرن ومتوازن في حياته ويعطي كل ذي حق حقه لكن أقصد تربية النفس على الإخلاص وحب ذلك.
 فستجد كل حياتك بإذن الله تغيرت للأفضل.
ولا بد أن تكون لدينا حرية حقيقية داخلية فلا نبتعد عن المعاصي من أجل أنها لا توجد في بلادنا أو احتراماً للآخرين أو لأي أمر آخر بل نبتعد عنها من أجل أن رازقنا وخالقنا ومن أكرمنا بالنعم الكثيرة لا يريدها ولا يحبها وهو سبحانه يستحق منا العبادة الخالصة لعظيم سلطانه وأيضاً لكي نسعد في حياتنا. 

وإنه ليضيق صدري عندما أرى شبابنا وفتياتنا الغاليين علينا جميعاً  بمجرد خروجهم من بلادنا تجد منهم المعاصي والتبرج والسفور وفعل أمور لم يفعلوها في بلادهم فوالله لو جربوا طعم الخشوع لله والخوف منه ولذة الإخلاص لوجهه الكريم لما فكروا بذلك بل فكروا أن يتسلحوا بما يقويهم إيمانياً في كل الظروف. 
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)





كلمات ليست من شيخ أو واعظ لكنها من فقير لعفو ربه وهو أحوج الناس لمثل هذه الكلمات ليذكر نفسه المقصرة تجاه ربه.

اللهم إنا نسألك الإخلاص في الأقوال والأعمال في السر والعلن
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم.

0 التعليقات:

:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...