الجمعة، أبريل 20، 2012

للقمم همم






بعد تفكير عميق في الحياة وفي سير العظماء والعلماء والمبدعين في كل مجال وجدت أن العامل المشترك بينهم هي
 .............الهمة العالية التي تعانق السحاب وتصل بهم إلى القمم.

فالإنسان ليس بعقله أو بمهاراته أو بمكانته الاجتماعية أو بماله أو بشهاداته بل الإنسان بهمته العالية وهي التي تأتي بغيرها من أسباب المجد والشرف وتحفزها.

والهمم أنواع وأشكال وأفضلها الهمة في الخير وهي تلك الطاقة الهائلة القوية التي تنبع من داخل الإنسان والتي تحرق وتُشعل القوة والحيوية في صاحبها ليصل إلى ما يريد من أهداف وغايات سامية وراقية تعود بالنفع له ولمن حوله ولأمته...

فـ الهمة للإنسان كالماكينة للسيارة فلا تعمل ولا تسير السيارة إلا بها و قد تبهر السيارةُ الآخرين بشكلها وجمالها لكنها في الحقيقة لا تسير إلا بتحريك الآخرين لها......


قال صلى الله عليه وسلم" إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها" صححه الألباني

وقال صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه" إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه" صححه الألباني


وقال عليه أفضل الصلاة والسلام "... فإذا سألتم الله فأسألوه الفردوس، .... "رواه البخاري..

وعندما ننظر إلى الأبطال والشجعان والقواد على مر العصور ومن نالوا المجد والشرف لأممهم نرى أنهم لم يتميزوا بقوة في أجسامهم وأشكالهم بل تميزوا بقوة عظيمة في نفوسهم وفي هممهم.

فأصحاب الهمم يُعتمد عليهم وتُناط بهم الأمور الصعبه ومن علت همته كان قدوةً للناس ونحن الآن في هذا الزمن بحاجة إلى همم عالية فصاحب الهمة العالية يعادل ويوازي الملايين من أشباه الرجال.....
قال أرجل الرجال صلى الله عليه وسلم " يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت"

فأصحاب الهمم يغيرون طريقة حياة الأفراد والشعوب فينهضون بالضعيف إلى القوة وبالذليل إلى العزة وبالمضطهد إلى الحرية حيث يسمو بهم خلقهم إلى ذلك.

أما أقوال الشعراء والحكماء في ذلك فهي عديدة منها:

إن كانت النفوس كبارا *** تعبت في مرادها الأجسام

..........
يقول أبو فراس الحمداني:

ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا

لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر

تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا

ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر


 أَعَزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا

وأكرمُ مَن فوقَ التراب ولا فخر

..........
يقول أبو الطيب المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم ***  فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم المـوت في أمـر حقيـر  ***  كطعم الموت في أمر عظيم

.......... 
وقال عائض القرني:أهوى سنا النجم لا للنجم أهواه
لكن أهواه إعجاباً بعلياهُ


..........
كل له همة عاشت تناسبه
فلا يخالفها والمانح اللهُ
 


..........
ترى الشجاع ونار الهول موقدة
يهوى الردى وهو يموت فاغر فاهُ

والعالم الَحْبرُ أهدى الليل مهجتَه
وجاهل نحلت بالنوم عيناهُ
..........
يقول ابن القيم الهمم ماأعجب شأنها وأشد تفاوتها
فهمة متعلقة بالعرش...
 وهمة حائمة حول الأنتان والحش
......

وقيل 
.. الهمة عمل قلبي والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه وكما ان الطائر يطير بجناحيه ؛ كذلك يطير المرء بهمته فتحلق به إلى أعلى الآفاق .. طليقة من القيود التى تكبل الأجساد.




وفي ألأخير
أرجوكم
تميزوا بـ قلوبكم الكبيرة وبـ هممكم العالية
وعانقوا السحاب بإنجازاتكم ،،،
فمستقبل الأمة بأيدينا وأيديكم نحن الشباب



...........

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...