السبت، مارس 10، 2012

للأزمات صولات وجولات




السلام عليكم


ما أود قوله أنه تمر بنا أزمات ومصائب ومشاكل سواء على مستوانا الشخصي أو الاجتماعي أو على مستوى الأمة الإسلامية وأكثر هـ المواقف تأثيراً فينا هي المواقف الشخصية.
والمصائب والأزمات من طبيعة الحياة الدنيا وهي موجودة منذ وجود الإنسان لحكم إلهية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.


أحد الشيّاب" من كبار السن" في أزمة الأسهم والاكتتابات في السعودية منذ زمن مضى كان ممن خسر مبلغ ضخم جداً وهو ما حصل عليه بعد تقاعده من عمله وليس لديه مبلغ غيره وقد عايش هذه الأزمة وتغلب عليها بنجاح ....
يذكر لي أحوال الناس في هذه الأزمة:

- أشخاص مجرد ما جاءهم نبأ خسارتهم في الأسهم وأن جميع أموالهم التي أدخولها ذهبت سُدى ولم ترجع لم يتحملوا ما أُصيبوا به وسقطوا من لحظتهم وتوفوا في الحال حسب التقرير الطبي المصاحب للحالة.

وبعضهم أُدخل الإنعاش وأصيب بشلل أو بجلطة أثرت عليه طول حياته....
والبعض تعبوا نفسياً ولا يزالوا يعانون منها...



والبعض تأثروا بما أصابهم لكن إيمانهم بالله أكبر وأكبر وبكل نفس مطمئنة قالوا :

"إنا لله وإنا إليه راجعون"
"اللهم أؤجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"
لله ما أخذ ولله ما أعطى
هذا مال الله وأخذه عنده
والدنيا كلها ابتلاءات ومحن ودار امتحان
 والقادم أحلى بإذن الله
 بل وبدأ فعلاً في التفكير في الموضوع بشكل جدي وعرف نقاط الضعف ولماذا حصلت الخسارة وما أسبابها وكيف يتفاداها في المرات القادمة والبحث عن الحلول ولو كلفه ذلك بأن يبدأ من جديد.


قال تعالى " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون "

وروى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول  ) ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اؤجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها . إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها ( قالت : فلما مات أبو سلمة ، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف لي خيرا منه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم


لكل من يقرأ هذه الكلمات
أي فريق تختار لنفسك
ممن أسرته هذه الدنيا وأصبحت أغلى من كل شيء حتى من صحته ونفسيته ولأي ظرف يخسر دينه ودنياه وآخرته
 أو ممن تسلح بالإيمان العالي والراقي بكل أقدار الله المفرحة والمحزنة وحتى في أحلك الظروف يتذكر نعم الله عليه ويحمده عليها فيجدها مباشرة تغلب وتنتصر على ما أُصيب به من نقم ومحن.......

فكل شيء يذهب ويأتي إلا الدين والإيمان وصحة الإنسان فحافظ عليها وعظ عليها بالنواجذ.
وكل أمر وحتى إن كان في ظاهره السوء وغير ما نريد يحمل في طياته الخير الكثير وإن لم نعلمه ويكفي أنه من عند الله عز وجل الحكيم الخبير.
وندرس أسباب هذه الأزمة وكيفية الإستفادة منها والبحث عن الحلول الصحيحة والمناسبة،،،

ويجب أن نغير قناعاتنا عن هذه الحياة لكل ما يحصل لنا في حال الرخاء لتتبرمج عقولنا الباطنية بهذه القناعات الإيجابية لتخرج لنا في الأزمات لنتفاداها بكل نجاح....
ومن الأمور المهمة جداً في الأزمات هي الابتعاد عن العصبية والتوتر لأنها تلغي العقل تماماً والتسلح بالراحة النفسية لأنها كفيلة بأن تجعلنا نفكر في الموضوع بكل هدوء ونتغلب على هذه الأزمة.

الله يسعدكم ويبعد عنا وعنكم كل هم وغم ،،،
كونوا بخير
وأعذروني على التأخير والغياب عنكم لظروف الشغل،،،

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...