الجمعة، نوفمبر 11، 2011

0 أزمــ أخلاق ــة





   أتذى ويتأذى غيري بسبب مواقف سيئة عديدة نمر بها في البيت وفي المدرسة وفي العمل وفي الشارع وفي السوق وفي كل مكان وكم من مشاكل وقضايا كبيرة في الشُرط والمحاكم كل ذلك بسبب البعد عن الأخلاق الكريمة.


  يزعجني من يتذمر من أحوال المسلمين والعرب في أخلاقهم وفي الأنظمة وفي طريقة حياتهم ويقارن ذلك بأخلاق وأنظمة وأحوال الغرب والأجانب وكأنهم قدوة لنا، أخي الغالي إن كنت تريد أن تقارن فقارن في جميع الجوانب لا جانب دون جانب فهناك جوانب كثيرة ولله الحمد نفوق غيرنا من الغرب والأجانب فيها ليس هنا محل ذكرها.


وإن أردنا أن نقارن في مجال الأخلاق فلننظر في حياتنا الواقعية ومقارنتها بمكانة الأخلاق في ديننا فهل المسألة هامشية وأمر فرعي أم أن الأخلاق الحسنة والتقيد بالأنظمة الصحيحة من أساس ديننا.

 قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
فالهدف الأسمى لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هي الأخلاق الفاضلة يعني أن الأخلاق الحسنة من ديننا بل هي قبل العبادات والتشريعات فبُعدنا عن مكارم الأخلاق يعني بُعدنا عن الدين لأن بعض السلف الصالح كان يعتبر الدين هو الأخلاق الكريمة، ويعتبر الأخلاق الكريمة هي الدين 

 فقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى “وإنك لعلى خلق عظيم”
.. أي أنك على دين قويم عظيم..
وقال الإمام ابن القيم الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين.


وحسن الخلق يكون مع الخالق (الله سبحانه وتعالى) ويكون مع الخلق (الناس)



فحسن الخلق مع الله يكون بالرضا بحكمه شرعاً وقدراً وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر وعدم الحزن بل يستسلم ويرضى ويصبر على أقدار الله عز وجل.



وقد عُرِّف حُسن الخُلق مع الخلق والناس:
بأنه طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، مع الكلام الطيب الجميل مع الآخرين، وكظم الغضب والغيظ، وأيضاً احتمال الأذى.




والأخلاق الطيبة إما أن تكون طبيعية وجبلية أو تكون متطبعة ومتكلفة ومن لم تكن سجيته وطبعه يستطيع أن يقنع نفسه بالأخلاق ويتدرب عليها ومع الوقت ستأتي إن شاء الله ويؤجر على ذلك بإذن الله 
قال تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
وكما قال أبو الدرداء (إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم، ومَن يتحر الخير يُعْطَه، ومَن يتقِّ الشرَّ يُوقَه)


ولنعلم أن أكثر ما يدخل الناس الجنة هو حسن الخلق قال عليه الصلاة والسلام
(أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق)



وتأملوا الأثر العظيم للأخلاق ، فقد قال : ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)



وقد ارتبطت الأخلاق بكمال إيمان صاحبها قال عليه الصلاة والسلام (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً)

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن من أحبكم إلي ، و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)





ما أجمل أن نتحلى بالأخلاق الطيبة ومنها قوله صلى اللّه عليه وسلم ولعلك تتأمل فيه كثيراً وترى مدى تطبيقه على أرض الواقع :(أحب الناس إلى اللّه أنفعهم إلى الناس، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً )



والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال سيد الأخلاق(والكلمة الطيبة صدقة)



بل وحتى التبسم (الابتسامة) التي لا تكلف المسلم شيئاً له بذلك أجر (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)



نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن أخلاقنا كما حسن خلقنا وأشكالنا وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يصرف عنا سيئها إنه لا يصرف سيئها إلا هو وأن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سعد الحربي
____________


- استفدت من كلام الشيخ محمد بن عثيمين عن مكارم الأخلاق في شرحه لرياض الصالحين في باب حسن الخلق وفي كتابه مكارم الأخلاق، ومن رسالة لعبدالملك القاسم عن حسن الخلق

0 التعليقات:

:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...