السبت، ديسمبر 24، 2011

0 ،،، أغلى هدية ،،،



لا يخفى على مشارفكم أهمية الهدية في تقريب القلوب وإبعاد الشحناء والبغضاء بين المُهدي والمُهدى إليه .

والهدية بقيمتها المعنوية ومقدار من أهداها وليست بقيمتها المادية
.. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لو أهدي إلي كراع لقبلت ولو دعيت عليه لأجبت " و الكراع: من الدابة ما دون الكعب.. يعني شيء هيِّن لا يذكر.
ويكفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا)

وتقول عائشة رضي الله عنها عنه صلى الله عليه وسلم
"كان يقبل الهدية ويثيب عليها"

والهدايا عديدة
فمنها ما نضعه في الدروج وننساه
ومنها ما نضيعه ومنها ما نهديه لغيرنا
ومنها ما نستفيد منها ولا يمكن ننساها أو ننسى صاحبها ونحتفظ بها ولا يمكن ضياعها.
 بل قد تكون هذه الهدية سبباً لنجاحنا وسعادتنا في الحياة كلها.

؟؟؟ تعتقدون ماذا أقصد بهذه الهدية الغالية والنفسية ؟؟؟

إنها ....

^
^
^
^

.... هدية النصيحة


وهـــ ي:
منهج أنبياء الله ورسله مع أممهم وأقوامهم
قال نوح عليه السلام: { أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون }( الأعراف 62ا ) . 
وقال صالح عليه السلام : {يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين( الأعراف 79ا ) ،
وقال هود : { أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين } ( الأعراف 68ا ) .
                                                             
والنصيحة هي الدين وهي أجمل دعوة للخير لحديث " الدين النصيحة"
 وقد كررها الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات لعظم شأنها.
       
 قال على رضي الله عنه : " المؤمنون نصحة والمنافقون غششة " ،
 وقال غيره : " المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير" .


والنصيحة لا تسمى نصيحة إلا إذا تقيدت بـ شروط وآداب كثيرة منها:

1- أن تكون النية خالصة لله عز وجل بأن تكون النصيحة من القلب والهدف منها محبة الخير والصلاح للشخص المقابل وليس التنقص منه أو إحساسه بالدونية أو لأي هدف سيء.
                                                   
2- الأسلوب اللين والرفق واستخدام أفضل وأجمل الأساليب مع الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة عند قول النصيحة بل أعرف شخص عندما يذكر أي نصيحة بل أي وجهة نظر مخالفة لك ينظر في الأرض بكل حياء وكأنه هو المخطئ وليس صاحب النصيحة.
ولا ننسى أن نراعي طبيعة وفطرة الإنسان بأنه لا يحب ذكر عيوبه أو ملاحظات عليه ويحب أن يظهر دائماً بأفضل شكل.

3- التهيئة المناسبة بذكر أي مزايا حسنة عنده وذكر أعماله الطيبة ليستقبل النصيحة ووجهة نظرك بكل صدر رحب.

4- لا تدقق على كل خطأ وتغافل عن أمور تبعدك عن هدفك الأساسي في النصيحة وانظر دائما للجانب الإيجابي واحرص أن لا يكون أسلوبك خلال النصح أنك تدقق عليه وتراقبه فذلك يجعله ينفر منك.

5- أن تكون على إنفراد وبالــسر

يقول الإمام الشافعي رحمه الله
تعمدني بنصحكِ في انفرادي      وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع        من التوبيخ لا أرضى استماعه
             فإن خالفتني وعصيت قولي        فـلا تـجزع إن لـم تُعـطَ طاعـة

فإن أصبحت أمام الناس وحتى لو أمام شخص أو شخصين تحولت من نصيحة إلى فضيحة إلا إذا كان هناك حكمة صحيحة بذكر النصيحة لأكثر من شخص.
وفي الحديث "كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقلما بال فلان يقول, ولكن يقولما بال أقوام يقولون كذا وكذا "

والهدف أصلاً  من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ ..وليس إشاعة عيوبه أمام الأخرين.
وهذا أهم ما في النصيحة أن تكون سراً فإن كانت علنا فهو إنكار منكر وهو من الدين لكن له ضوابط وشروط ودرجات وهناك من يقوم به  وفي تصوري أن النصيحة تكون قبل إنكار المنكر فإن زاد صاحبها وجب علينا إنكار المنكر فلكل حدث حديث ولكل مقام مقال لكن باستخدام الطرق الصحيحة والسليمة وبشرط ألا ينتج عنها منكر أكبر وأعظم.
...فما أجمل النصيحة بالسر...
6-اختيار الوقت والمكان المناسب والنفسية المناسبة.

7- مراعاة الفروق الفردية بين الناس وشخصياتهم وتغيير الأسلوب من شخص لآخر ومن كبير لصغير ومن ذكر لأنثى.
فبعضهم قد ينفع معه التلميح لا التصريح أو العكس أو قد تحتاج للترغيب أو الترهيب أو غيرهم من الأساليب.

8- أن تكون في محلها وتكون صحيحة والعلم التام بها والتأكد من صحتها فليس أي وجهة نظر تصلح بأن تكون نصيحة.
 وإذا كان الأمر قد انتهى فلا تلم المخطئ.


9-النصيحة أن تقدم ما تستطيع من غير إلزام الآخر فأنت تؤجر ببذل النصيحة بأدابها وشروطها ولست مكلف بفعل الآخرين لها فمن أجبر الآخرين بعمل وبتطبيق نصيحته فهذا متسلط متطفل على الآخرين وليس ناصح.
لكن إن كانت النصيحة لمن هو تحت أيدينا ممكن كلفنا الله بهم فأيضاً نستعمل النصيحة بآدابها وشروطها وبالرفق فإن لم يفعل فنحاول مراراً وتكراراً ونستخدم النقاش والإقناع وننوع في الأساليب التربوية الناجحة.


وتتأكد النصيحة عن طلبها :
لحديث " حق المسلم على المسلم ست" وذكر منها (وإذا استنصحك فانصح له)

هذا عند إعطاء النصيحة
.......


أما عند أخذها :
فكل إنسان راقِي عظيم يريد أن يتطور دوماً وأبداً للأفضل فإنه يبحث عن النصيحة مهما كانت وحتى إن لم يوفق صاحبها بالأسلوب وبالطريقة الجيدة، ونستطيع أن نتعامل معه بالأسلوب المناسب وفي داخلنا نستفيد من أي فوائد ذكرها.

فـ قد قال أحدهم "رحم الله من أهدي إلي عيوبي"

أتعلمون من قائل هذه العبارة إنه عمر نعم عمر بن الخطاب
الرجل الملهم المميز في عقله وقوته وحزمه ومع هذا كان يبحث عن أخطائه وعيوبه وكان يستحلف كاتم سر الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان هل عده الرسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين.
  
فهذا يدل أن العظيم هو الذي يبحث عن عيوبه وأخطائه بل ويتهم نفسه بالخطأ والتقصير دوماً وأبداً.
وليس في ذلك عيب بل هذا يدل على رقي وعظمة الإنسان.

 ...............

ولعلنا نستخلص مما سبق ما يلي:
أن الناجح في حياته/
- يقبل النصيحة بأي طريقة ويستفيد منها
- ويتحسس جداً عند إعطاء النصيحة ويحرص على أفضل أسلوب وطريقة لإيصالها للآخرين.

،،، فــ كم نحن بحاجة إلى هذه الهدية الغالية لأنفسنا ولمن حولنا ،،،
،،، وما أجملها من هدية ،،،



أخوكم/ سعد الحربي

0 التعليقات:

:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...