الثلاثاء، مايو 24، 2011

العشق والحب


 العشــــ والحب ــــــق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا وغلا ويا مرحبتين

الله يجعل كل أيامكم حب وسعادة في طاعته.

        ولا أخفيكم سراً أن سبب الكلام عن الحب والعشق هو ما نراه من كثرة العلاقات بين الشباب والفتيات وكأن المسألة طبيعية جداً .
     وأيضا ما نراه من أفلام ومسلسات وروايات وقصص ومواضيع وتدوينات تعرضت لهذا الموضوع لكن للأسف بصورته المزيفة والخاطئة، فوالله نحتاج أن نتحدث عن الحب والعشق بكل شفافية ووضوح وكما هو بلا زيادة أو نقصان، وهي أفكار ونقاط أساسية أتمنى أن أُوفق في طرحها بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.
من آيات الله الكونية أنه جعل الإنسان يَعمُر الأرض بالتكاثر ويتحقق له الخلافة فيها، ولكي يحدث الإنجاب والتناسل جعل هناك علاقة تقارب وتجاذب وميل بين كلا الجنسين الذكر والأنثى فإذا قويت هذه العلاقة وأصبحت حميمية بينهما وكان بينهما حب  صادق يجمعهما عند ذلك تسمى هذه العلاقة بالعشق.
فالعشق أمر طبيعي وفطري، فمن يميل إلى نفس جنسه سواء الذكر مع الذكر (اللواط) أو الأنثى مع الأنثى (السحاق) يسمى شــــــاذ والعياذ بالله، لأنه شذ عن الفطرة الطبيعية للإنسان، وللكون أيضاً .. فهذه العلاقة بين الذكر والأنثى ليست فقط للإنسان بل لجميع المخلوقات وحتى في الجمادات ففي الكيمياء الجسيمات الموجبة تتحد مع الجسيمات السالبة في المواد المتفاعلة لتنتج مواد ناتجة، وأيضاً في الفيزياء في جذب الأقطاب الموجبة مع السالبة.

ولنعلم أن الله سبحانه وتعالى ما أوجد غريزة في الإنسان إلا وأوجد لها منافذ ووسائل مباحة وصحية ورائعة جداً لتفريغ هذه الغريزة وهذه الشحنات.

ولأن مسألة العلاقة بين الجنسين حساسة جداً أمرنا الله بغض البصر لأنها تؤدي إلى حفظ الفرج واجتناب كل ما يؤدي إلى الفتنة بين الذكور والإناث وأمرنا سبحانه بالتقرب إليه وبحبه وحب شرعه لتكون لدينا قناعة وقوة ذاتية تجعلنا نستطيع أن نكبح ونقاوم هذه الغريزة الطبيعية والفطرية.

ولأن المرأة والفتاة بطبيعتها أضعف من الرجل بمشاعرها وبنيتها وكل ما فيها لهذا أمرها الله بإخفاء زينتها وعدم التساهل في ذلك وأمرها بالحماية بالرجل وأن تكون تحت ظله ووضع لها ضوابط في ذلك فجمالها الحقيقي هو في عفتها وحيائها.
فالشاب والفتاة كل واحد منهما يتمنى أن يقترن بالطرف الآخر الذي يرتاح له ويكون قريب منه وقريب من قلبه.
والطريق الصحيح لهذه العلاقة وهذا الاقتران هو الزواج بأركانه وشروطه الصحيحة.

يقول الله سبحانه وتعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) {الروم/21}
فبين سبحانه أن المسألة ليست مسألة ندية أو جنس آخر لكن الطرف الآخر هو جزء لا يتجزء منك أو منكِ.
 فقد "خُلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس خُلقوا من نطف الرجال والنساء"..... تفسير الجلالين.

فالزواج هو سكينةٌ للنفس وراحةٌ للروح ومودة ورحمة وألفة وعلاقة حميميه رائعة جداً وهذه ما تسمى الآن بالرومانسية بل هي أجمل وأشرف من ذلك ..... وأيضاً قال تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) {البقرة} فكل واحد لباس للآخر وهو تعبير عن شدة القرب والإلتصاق والدفء فاللباس لا يستغني عنه الإنسان فكذلك الزوج والزوجة لا يستغني أي منهما عن الآخر. 
الله
يــااالله
هل هناك وصف أجمل من ذلك ....
والله لو تكلم العشاق لن يأتوا بمثل هذه الأوصاف.
    والأصل في الحب والعشق أنه يكون بعد الزواج.
 فقد سمعت مختصين نفسيين وإرشاديين وإجتماعيين أمثال الدكتور/ طارق الحبيب والدكتور/ ميسرة طاهر يقولون: إن أكثر من تزوجوا عن علاقة حب قبل الزواج لا تستمر حياتهم الزوجية وتنتهي.. كما هو حال الكثير والكثير من الفنانين والفنانات الذي يتزوجون عن حب وعشق ومعرفة قوية ثم يفترقون.

وإن كانت هناك علاقة حب أو عشق بين شاب وفتاة يجب أن تنتهي بالزواج إن كانا صادقين في هذا العشق، وحبهما ليس مبرراً أو سبباً لإقامة علاقة مستمرة بينهما  (وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) {البقرة/189}
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لم نر ( ير) للمتحابين مثل النكاح)

فبعد أن يختار كل جنس الطرف الآخر ويقتنع به بالوسائل الصحيحة المباحة وأهمها النظرة الشرعية من غير إجبار لأحدهما فإن ذلك يؤدي إلى الانسجام والتآلف الذي يقول عنه صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)

فبعد هذا التآلف الروحي يجب على الزوج أن يوجد ويخلق هذا العشق والمحبة والرومانسية بينهم وكذلك الزوجة تفعل ذلك وحتى إن أُجبر أحدهم على الزواج فيحاول زرع هذا الحب في بيته.. وأعرف زوج يقول لي أنه كانت بينه وبين زوجته مشاكل عديدة تصل إلى مد الأيدي بينهم والقصة طويلة لكن لم تنتهي هذه المعاناة وحلبات المصارعة هذه هههه إلا أنه فرغ نفسه ليعطي زوجته دروس في الحب والرومانسية واستطاع أن يدخل إلى قلبها.
وأيضاً الزوجة تحاول الدخول إلى قلب زوجها وزرع الحب والعشق بينهم.

فبالحب تنتهي كل المشاكل لأن الحبيب والعاشق لا يرى عيوب المعشوق فعينه عين الرضا كما يقول الإمام الشافعي:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا

فالحب يريح النفس ويبعث على النشاط ويجعلهم يرون كل شيء جميل حولهم ويُشعرهم بالسعادة.
فالحب سوف ينتقل منهم إلى أولادهم الذين بمشيئة الله سيصبحون لَبِنَات صالحة ومصدر خير وسعادة لدينهم ولأنفسهم ولأسرتهم ولمجتمعهم ووطنهم وسيخرج منهم أجيال بإذن الله مباركة وكل هذا بسبب توفيق الله ثم الحب الصادق بين الزوج والزوجة.


أما التصرفات والسلوكيات التي تترجم هذا العشق بين أجمل عشيقين (الزوجين) كثيرة جداً من الرجل أهمها:
1-  يعرف مشاعرها وأحاسيسها متى تكون راضية أو غاضبة ويراعي نفسيتها وظروفها.
 2- يتفهم نفسيتها وطبيعتها ويتنازل لها ويرحم ضعفها ويمسح دمعتها ويستقبل شكواها بكل صدر رحب مهما كانت تافهة.
 3- يظهر محبته ووفاءه لها ويفتخر بحبها.
 4- يدللها وينادينها بأحلى الأسماء.
 5- يشرب من الإناء من نفس المكان التي تشرب منه زوجته.
 6- يتكئ وينام على حجرها وحتى وهي حائض.
 7- يفرح لفرحها بل ويلعب معها ويغضب لغضبها ويواسيها.
 8- ينظر إلى محاسنها لا إلى عيوبها.
 9- يضع اللقمة في فمها.
10 - يشيع السعادة والفرح والتفاؤل فيها وفي بيته.
11 - لا ينتقصها ولا يهينها لأي سبب.
12-  يمهلها ويعطيها وقت حتى تتزين له ولا يجبرها على ذلك.
هل تعلمون يا معشر المحبين أن جميع الصفات السابقة كان يعملها النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته خاصة عائشة رضي الله عنها وذلك بتتبع الأحاديث الصحيحة، فما أجمله من عشق وحب ورمانسية حقيقية وما أجمل أن تبادله زوجته هذه المشاعر والأحاسيس.

والعشق بين الزوجين
هو العلم ومعرفة الحقوق الزوجية كل طرف يعرف ماله وما عليه
وأيضاً التضحية والعطاء والبذل والصدق وصفاء النية وطهارة القلب.

وأقصد بالعشق هو ذلك الحب المعتدل الذي لا يصرف ولا يشغل الزوج أو الزوجة عن طاعة الله أو عن بر الوالدين أو عن أعمالهم ووظائفهم وعن حياتهم العامة.

وأيضاً العشق الصحيح هو ما كان في طاعة الله للزوجين فصلاح الرجل مهم وهو الأساس في البيت وأيضاً صلاح المرأة جداً مهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم (الدنيا متاع ... وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)

وكثير من الشباب يبحثون عن جمال الزوجة والفتيات يبحثون عن وسامة الزوج وهذا من حقهم فالمظهر والشكل الخارجي مهم ومطلوب لكن صدقوني أن الحب الحقيقي هو حب المضمون، حب الأخلاق، حب التعامل، حب القلب لأن الأخلاق والتعامل والقلب الطاهر هو الذي يدوم أما المظهر فإنه سيزول عاجلاً أو آجلاً.

ولنعلم أن أعلى درجات العشق هو عشق الأرواح فهناك زوجة تحس بألم زوجها وهو بعيد عنها وأيضاً تعرف أحاسيسه ومشاعره من غير أن يتحدث وأيضا هناك أزواج يشعرون ويحسون بذلك بل قد يتألمون بألمهن.

....... الله .......
....... الله .......
....... الله .......
ما أجمله من عشق بين أجمل عشيقين
وكما أن الابتسامة والبشاشة والكلام الحلو وغير ذلك جداً مهمة في الحياة الزوجية لكن من أهم أسباب زيادة المحبة بين الزوجين تحمل ومحبة الآخر في كل الظروف حلوها ومرها وحتى في أصعب المواقف مثل الغضب والظروف المادية أو الاجتماعية أو النفسية السيئة والتعامل معها بصمت وبحكمة والتفاعل مع الطرف الآخر في هذه المشكلة ثم اختيار الوقت المناسب لمناقشة أو حل هذه المشكلة بكل هدوء وروية.
وأيضاً يجب على كل طرف من الزوجين معرفة شخصية وطبيعة الطرف الآخر وفهمها ومعرفة التعامل معها بالصورة الصحيحة وأعجبتني تلك المرأة من أقاربي عندما جلست تقريباً فترة في بداية زواجها وهي تدرس شخصية زوجها في كل ما يصدر منه من كلمات وتصرفات وفي نظراته وتقاسيم وجهه بل حتى أنفاسه وذلك لكي تتعامل معه بما يناسبه.
وأيضاً الزوج يجب عليه ذلك ليفهم زوجته فالمسألة ليست تحصيل حاصل أو كما يُقال القفص الذهبي بل هي الحياة الذهبية وليس هناك شهر عسل بل حياة عسلية مستمرة بس من غير نحل هههه.

والصحيح في العشق أنه يكون متبادل من الطرفين وقد يزيد عند أحدهما وينقص عند الآخر لكن لا يكون من طرف دون طرف فاليد الواحدة لا تصفق.
وقد يتنازل أحدهما عن حقه وقد يغفل عن زلات الآخر لكن لحد معين ولا يسمح للمحبوب مهما كان بأن يهين كرامته ولا يعتقد أن الحب هو تحمل الإهانة والذل بل الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان (ولقد كرمنا بني آدم) فلماذا نسمح لأي مخلوق بأن ينتقص من كرامتنا ويهينها.

بطاقات أهديها لأجمل عشيقين






...^ _ ^ ...

هذا الموضوع تم بعد فضل الله بالبحث الحثيث فيما يخص هذا الموضوع وسؤال أهل الخبرة في ذلك،،،

أسأل الله أن يجعل بيوتنا عامرة بالحب الصادق ، وأن يهدي ويصلح كل شاب وشابة وكل من يقرأ هذه الأسطر وأنا أولهم فإن كان متزوج أو متزوجة فاسأله سبحانه بأن يرزقه أو يرزقها مع الشريك والعشيق أجمل حياة يسودها الحب والعشق والتوفيق والسعادة والتلذذ بعبادة الله، وإن كان غير متزوج أو غير متزوجة فاللهم ارزقهم الشريك الصالح الذي يسعدهم ويحبهم ويعينهم على حياتهم وعلى طاعة ربهم.




سعد الحربي
...................................................................
وللتوسع في حب النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله الراقي جداً مع زوجاته 
تجدونه على هذا الرابط






Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...