....كنوز القمم .....: وطـــــــــــــــــــــني

الحبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــب

في يوم من الأيام كنت جالس مع بعض الزملاء في العمل

فكانوا يتحدثون عن بعض المظاهر السيئة عندنا في البلد من بعض المسئولين وبعض الشباب وهذا من العلمانيين وهذا من الإسلاميين وغير ذلك من النقاط السلبية وقد انتهى النقاش كما يتنهي أي نقاش مع اختلاف وجهات النظر.

فللأسف هؤلاء النوعية موجودون بكثرة ومع العلم أنهم أحسن حالاً مني ومن الكثير وظيفياً ومادياً ومع هذا متذمرين وسلبيين وما هم إلا نتاج لبعض وسائل الإعلام التي تزرع التشاؤم وتركز على عيوب البلد والمجتمع والمشاكل التي تحدث فيها.

فمن حيث التقسيم لماذا نقسم أنفسنا ومجتمعنا إلى طوائف هذا علماني وهذا اسلامي والله ما عرفنا هذا التقسيم إلا من الإعلام المقروء والمرئي فكلنا مسلمون ولله الحمد والإيمان يزيد وينقص والناس يتفاوتون في الأفضلية ولا يعلم ذلك إلا الله فهو الخبير المطلع على النوايا والخفايا سبحانه. والحَكم والفيصل بيننا هو اتباع كتاب الله وسنة نبيه وليس قول فلان أو طائفة معينة مما تزيدنا تفرقة.

ولا بد أيضاً أن ننظر بنظرة إيجابية نحو أنفسنا وبلدنا فالتفاؤل مطلوب وهو من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ولننظر إلى الجزء المملوء بالماء من الكأس وإن أردنا أن نملئ الكأس فلنفعل.

فهناك أمور كثيرة وإيجابيات عديدة موجودة في بلدنا ومجتمعنا فلننتبه إليها مثل المحافظة على شعائر الدين (وأتحدى أي بلد في العالم يحافظ على شعائر الدين كنظام دولة مثل السعودية) وأقصد إغلاق المحلات وقت الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من أمور الدين وأيضاً التكاتف والتعاون والطيبة الموجودة عند السعوديين (وإن كان فيها بعض السذاجة أحياناً) واسألوا الأجانب المقيمين عندنا إن أردتم وأيضاً القفزة العمرانية وصدقوني من ينظر للأمور الإيجابية وينظر بنفس متفائلة سيجد الكثير والكثير جداً من الأمور الطيبة والمباركة في بلدنا.

وإن لم يوجد أي ميزة في بلدنا فيكفي أنه بلدنا وعلى أرضه تربينا (ومن لا خير فيه لبلده فلا خير فيه).

وأنا أعتقد أن البلد مثل البيت فمهما كان البيت سيئاً أو فاسد فلن يستطيع الإنسان أن يغدر به أو أن يستغني عنه فيبقى بيته فكذلك الوطن.

لا أريد أن أتحدث عن الوطن شرعياً وأدبياً من حيث النصوص الشرعية والأدبية التي تحدثت عن الوطن والمحافظة عليه أو أتحدث باللغة العربية الفصحى ولله الحمد والمنة أستطيع ذلك، لكن أحب أتكلم بطبيعتي البسيطة من غير تكلف.

وطني مهما قلت آآآآآآآآه من بعض المواقف منك تبقى وطني فلا يوجد شيء إلا به عيوب والكامل هو الله وحده ومهما أتاني منك فلن أغدر بك بإذن الله بل سأحاول بقدرة الله أن أخدمك بكل ما أستطيع فقد أخذنا منك الكثير ولم نعطيك أي شيء.

في عملي عندما أعمل أعمال وخدمات الكثير منها في مجال تصميم الجرافكس وهي غير مطلوبة مني في أمور خارجة عن وظيفتي الكثير من الزملاء يستغرب من ذلك وكأنه يقول أنك لست ملزم بذلك وعندما أخبره بأني أخدم وطني يضحك ويستغرب وكان خدمة وحب الوطن فقط مقالات في الجرائد وأبيات من الشعر في الورق بل ليعلم الجميع أن ذلك يتعدى إلى كل ما يستطيع أن يفعله الواحد منا تجاه عائلته أو مجتمعه أو عمله أو مدرسته أو جامعته إن كان طالباً وإن حصل هناك مردود مادي ومالي فلا بأس به لكن لا يكون هو الأساس فالمال وسيلة وليس غاية وليكون الهدف هو خدمة الدين أولاً ثم الوطن وعمل الخير للآخرين فهم جزء لا يتجزأ من ديينا وتربيتنا وأخلاقنا.

أما بالنسبة لليوم الوطني فالاحتفال الحقيقي للوطن كما ذكرت سابقاً في كل الأيام ليس في يوم محدد وللأسف أن ما نراه من احتفاليات الشباب في الشوارع بشكل عشوائي في هذا اليوم ليس احتفالاً بل هو يعكس صورة سيئة للشباب السعودي فالإحتفال لا يكون بالإيذاء وضرر الآخرين وأنا شخصياً أحاول أن أتفرغ من كل المشاوير خاصة في هذا اليوم لكي أرتاح من بعض المشاهد المؤذية لي في الشوارع من تصرفات الشباب هداهم الله ولا أتكلم هنا من الناحية الشرعية لكن أتكلم من ناحية الأدب العام وعدم تأييد التصرفات الفوضوية التي نراها في الاحتفال في هذا اليوم.