الأحد، أغسطس 29، 2010

0 المسجد




- مكانة المساجد في الإسلام:
إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى أمر ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس.
وعندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر.
- المساجد بيوت الله:
 (وأن المساجد لله)
وقرنت باسمه جل وعلا إضافة تشريف.
- تعريف المسجد:
لغة: مأخوذ من سجد وهو الذي يسجد فيه، وكل موضع يتعبد فيه.
شرعاً: عرفه الزركشي: كل موضع يتعبد فيه
التعريف الصحيح: مبنى موقوف مخصص للصلوات الخمس المفروضة وغيرها.
واشتق اسم المكان من السجود لأنه أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه.
ما يكون في المساجد:
يتعجب الواحد منا بوجود راحة عجيبة في المسجد وحتى لو كان قديماً فالمساجد مكان للطاعات كلها كما صح أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك للرجل الذي بال في المسجد "إنما هي لذكر الله والصلاة" وفي رواية "إنما بنيت لذكر الله والصلاة". رواه البخاري.
قال رب المساجد (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال)
والمساجد تكون للصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب وفيه السياسة وعقد الألوية والرايات وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، وفيه يجتمع المسلمون لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم.
والمساجد هي روضة المؤمنين وفيها يذكر رب العالمين ويجتمع فيها المسلمون.
ولا يجوز فيها الأذية أو التشويش على المصلين لأي سبب كان وإنما إن لوحظ أي ملاحظة فتكون بالنصيحة الحسنة على انفراد سواء للإمام أو للمؤذن أو للمصلين والمأمومين.
تقوى الله في إقامة مساجد الله:
أن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من بنى مسجداً لله بنى الله له في الجنة مثله) مسلم
وعن عمر بن عَبَسَة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من بنى مسجداً يذكر الله فيه بنى الله عز وجل بيتاً في الجنة). النسائي.
قال صلى الله عليه وسلم (من بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاه بنى الله له مثله بيتاً في الجنة) مفحص قطاه أي موضع رجل الطائر.
- إعمار المساجد بالإيمان:
قال تعالى (إنما يعمرُ مساجدَ اللهِ من آمنَ باللهِ واليومِ الآخرِ وأقامَ الصلاةَ وآتى الزكاةَ ولم يخشَ إلا اللهَ فعسى أولئكَ أن يكونوا من المهتدينَ "18") التوبة
تفسيرها:
1- ابن كثير: شهد الله بالإيمان لعمار المساجد، روى عبدالرزاق عن عمر بن ميمون قال أدركت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقولون: إن المساجد بيوت الله في الأرض، وإنه حق على الله أن يكرم من زاره فيها.
2- ابن سعدي: أن الله وصفهم بالإيمان النافع والقيام بالأعمال الصالحة التي أمها الصلاة والزكاة وبخشية الله التي هي أصل كل خير، فهؤلاء هم عمار المساجد على الحقيقة وأهلها الذين هم أهلها.
-- من الآداب والفضائل المتعلقة بالمساجد:
- فضل حب المساجد والتعلق بها:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة ربه ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات منسب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) البخاري.

-التبكير في الذهاب إلى المساجد:
قال صلى الله عليه وسلم (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه). أي يقترعوا أو يزدحموا.
يروى عن سعيد بن المسيّب وهو من أئمة التابعين أنه قال ما أُذن للصلاة منذ أربعين إلا وكنت في المسجد، وقال ما رأيت قفا رجل قط أمامي.
- فضل المشي إلى المساجد:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط) مسلم.
أما المشي إلى المسجد بسكينة : ( فعن أبي قتاده قال بينما نحن نصلي مع رسول صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة فقال صلى الله عليه وسلم  ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم : فلا تفعلوا، إذا أتيتم للصلاة، فعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا) متفق عليه.
وعدم التكلف في ذلك وقد روي أن عمر بن الخطاب رأى رجل يمشي يدب دبيب النمل فقال (لا تميتن علينا ديننا) حيث أنه لا رهبانية في الإسلام.
وقال صلى الله عليه وسلم (فإن له بكل خطوه حسنة) يقصد الماشي إلى المسجد.
وقال صلى الله عليه وسلم (فرفع رِجلا إلا رفع الله بها درجة وحط رِجلاً إلا حط الله عنه بها سيئة).
ولما أراد بنو سلمة أن يسكنوا في مساكن قريبة من المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم (دياركم تكتب أثاركم) أي اجلسوا أماكنكم لكي تكتب لكم  الخطوات ويزداد الأجر على عظم المشقة.
قال صلى الله عليه وسلم (بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة) أبو داود، والترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم (أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم ممشاً) متفق عليه.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان قال تعالى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر....") الترمذي وقال حديث حسن.
- فضل الذكر في المساجد:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (.......ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً على الجنة  وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده...) مسلم.
-        استحباب الجلوس في المسجد وفضله:
فالمسلم في صلاة ما انتظر الصلاة قال صلى الله عليه وسلم (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه مالم يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه). رواه البخاري.
- فضل الدعاء بين الآذان والإقامة:
قال صلى الله عليه وسلم ( لا يرد دعاء بين الأذان والإقامة) رواه الترمذي وصححه بن باز.
- فضل تحية المسجد:
تحية المسجد سنة مؤكدة لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين).
- المحافظة على نظافة المسجد وفضلها:
 قال صلى الله عليه وسلم (عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد) والقذاة: العود الصغير.
قالت عائشة رضي الله عنها: (أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد وأن تنظف وتطيب) رواه أحمد.
وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عندما فقد المرأة التي كانت تخدم المسجد فقيل له إنها ماتت ودفنت بالليل فلم نرد أن نزعجك أو نؤذيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هلا آذنتموني) أي أخبرتموني، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وصلى على قبرها. فهذا يدل على فضل هذه المرأة في تنظيف المسجد.
وكان التابعي نعيم بن عبدالله يلقب (بالمجمر) وكان في زمن عمر بن الخطاب لأنه كان يجمر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أي يطيبه بالبخور.
ولعنا ننبه عن أمرين مهمين:
1-     أن التطييب والتبخير يكون عن طريق المؤذن أو الحارس.
2-     يكون قبل قدوم المصلين والانتباه أن هناك من يتأذى ويتحسس من رائحة البخور.

0 التعليقات:

:))Blogger ;)) ;;) :DBlogger ;) :p :(( :) :(Smiley =(( =)) :-* :x b-(:-t8-}

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...